الاثنين، 28 مارس 2022

استغلال المتطوعين

يوسف أحمد الحسن

جميل جدا حجم الإقبال على العمل التطوعي الذي نلحظه في بلادنا في الآونة الأخيرة، خاصة وأن ما يزيد في جماله تنوع أطياف وأعمار المتطوعين والمجالات التي يتم التطوع فيها. ويفتح هذا التنوع في التطوع أسئلة عديدة حول التطوع من أبرزها حماية المتطوعين من احتمال سوء استغلالهم من بعض الجهات إما جهلا ببعض القوانين أو استغلال جهل المتطوعين بها، ولذلك أصبح من الواجب على المتطوع واجب التعرف على حقوقه عندما يدخل مجال التطوع.

بداية دعنا نتفق على أن المتطوع هو (كل من يقدم عملا تطوعيا دون اشتراط مقابل مادي أو معنوي). لذا فإنه ليس للمتطوع أن يتوقع مقابلا ماديا أو معنويا نتيجة اشتراكه في أي عمل تطوعي. لكن هناك بعض الالتزامات المعروفة والمقرة عالميا ومحليا على الجهات المستفيدة من المتطوعين والتي تعتبر كحقوق للمتطوعين ويشكل الإخلال بها نوعا من الاستغلال السيء لهم. ومن هذه الأمور على سبيل المثال: أن من حق المتطوع التدرب على العمل التطوعي المتوقع، والحصول على الأجهزة والأدوات والملابس اللازمة لعمله التطوعي مجانا. كما أن من حقه الحصول على الإعاشة والمواصلات وحتى السكن إذا كان العمل التطوعي خارج مقر إقامته. كذلك فإن له الحق في العلاج في حال إصابته أثناء العمل التطوعي أو حتى أثناء التدرب على ذلك أو أثناء ذهابه أو عودته منه. وعند الإخلال بهذه البنود واستغلال المتطوعين، فإن لهم - بطبيعة الحال - الحق في تقديم شكاوى إلى الجهة المعتمدة وهي وزارة العمل والتنمية الاجتماعية. ولذلك فإن على الإعلام مسؤولية التوعية بهذا الأمر، لأن من شأن ذلك تحفيز المزيد من الناس على هذه الأعمال التي يحث عليها ديننا الحنيف وتعتبر مساهمة حقيقية في التنمية الوطنية.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق