الأحد، 27 مارس 2022

سينما الأحساء مستمرة..

 يوسف أحمد الحسن

رغم أن كورونا يلقي بظلاله الكئيبة على العالم ورغم حالة الخوف التي تخيم عليه حيث يجلس في بيتوهم نحو ما يقرب من نصف سكان الكرة الأرضية حتى الآن، إلا أنه ولأن الحياة يجب أن تستمر كان لابد لبعض الجهات والتي لا يبدو أنها حيوية أو ضرورية أن تواصل المسيرة وأن تستمر في العطاء معطية بذلك أفضل النماذج للآخرين في أن المجال لا يزال مفتوحا لمن يريد العمل بما يتناسب والمرحلة الجديدة والظروف الراهنة.

وقد كان لنادي السينما التابع لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء قصب السبق في هذا المجال . فرغم القرار الحكومي الواضح بإلغاء أي تجمعات مهما كانت طبيعتها ، إلا أن النادي الوليد الذي لم يمر على تأسيسه عامان ولم يمض على افتتاح مقره وبدء نشاطه الجديد سوى بضعة أشهر أصر على مواصلة العمل لكن بأسلوب جديد . فقد أقام قبل أيام ندوة مع أحد الكتاب الإماراتيين تم بثها على حساب النادي في انستغرام ، حظيت بتواجد افتراضي لنحو 90 شخصا قاموا بالاستماع للمحاضر وإرسال أسئلتهم إلى مدير الندوة . ويعتبر هذا العدد جيدا جدا وربما لم يكن ليحضر مثله لو أقيمت المحاضرة في الجمعية . كما أقيم بعدها برنامج آخر حول الإخراج وصناعة الأفلام حظي أيضا بحضور افتراضي كبير . ولا تزال اجتماعات النادي متواصلة خلال أيام منع التجوال لكن افتراضيا مستفيدين من تطبيقات الجوال .

وقد استوعب أعضاء نادي السينما في الأحساء بشكل جيد بأن السينما رغم أنها تسمى الفن السابع - حيث أتت في المرتبة السابعة تاريخيا من حيث ترتيب الظهور - إلا أنها تأتي الأولى من حيث استحواذها على اهتمام العالم ، نظرا لقدرتها المتميزة على التأثير في الناس وفي سلوكهم وحتى اهتماماتهم إذا ما أعطيت حقها . بل إنه يمكن اعتبارها جامعة للفنون الستة الأخرى التي سبقتها في الظهور ومبرزة ومحفزة لها .

وتعتبر هذه الخطوة الرائعة من النادي تتويجا لسلسلة من الفعاليات والأنشطة التي دأبت الجمعية على إقامتها طوال أيام السنة تتنوع بين الجوانب الفكرية كتوقيع وقراءة لكتاب أو معرض تشكيلي أو أنشطة منبرية متنوعة أو ما شابه . وتضرب الجمعية في هذا النشاط المحموم أروع الأمثلة على القدرة على الإبداع حتى مع ضعف الإمكانيات وقلة الميزانية المرصودة لها ، حيث أضحت ملجأ لجميع المبدعين في محافظة الأحساء متجاوزة ما هو متوقع منها كونها تفتقر حتى لمقر ثابت لها ، حيث قد لا يصدق من هم خارج الأحساء أن مقر الجمعية هو قبو المكتبة العامة في الأحساء . ويعود الفضل في ذلك إلى الشغف الموجود لدى أغلب أعضاء الجمعية والإدارة الجيدة والمرنة من قبل مديرها الأستاذ علي الغوينم الذي يتحدث عنه الأعضاء بأنه يذلل لهم الصعاب ولا يقف حجر عثرة أمام أي مشروع يطرحونه .

هنيئا للأحساء بهذه الثلة الرائعة والمتميزة ، وهنيئا للوطن بهذه الجمعية الرائدة وإلى مزيد من العمل والنشاط ضمن الأطر القانونية للبلاد وبعيدا عن البيروقراطية التي قد تعطل الأعمال .

 

موقع آراء سعودية – 10 ابريل 2020 قبل مدة من بدء انتشار فكرة البث عبر انستغرام وزووم بين الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق