عيد أشمل .. عيد أفضل ..
يوسف أحمد الحسن
يقال
بأن للفرح والسعادة إشعاع خاص يمكن أن يتسلل وينتشر من شخص إلى آخر بدون استئذان ،
بل إنه يمكن أن يغمر منزلا بالكامل حتى إذا لم يظهر أحدا من سكانه الفرح أو
السعادة . ويسمي البعض ذلك ( الهالة ) وهي تلك الطاقة ( موجات كهرومغناطيسية )
أو الشعور الذي يُحيط بالفرد من فرح أو حزن أو
سعادة أو شقاء . هذا ما يقوله بعض المتخصصون في العلوم النفسية أو في علوم الطاقة
. ولذلك فإنه وكلما انتشر الفرح والسعادة والسرور في مكان ما كلما ازداد الشعور به
لدى المتواجدين في ذلك المكان ، حتى لو لم يكن هناك دافع حقيقي لتلك المشاعر .
هذه
المقدمة رأيتها ضرورية لأدخل إلى موضوع العيد والشعور بالسعادة والفرح فيه . حيث
نجد أن هناك من يرى بأن الاستمتاع بالعيد هو للصغار فقط ، أو للخالين من المشاكل ..
وهي مقولة تنتشر بين البعض عندما تتراكم لديهم الهموم والمشكلات فيتخيلون بأنهم
أبعد ما يكونون عن السعادة والهناء وراحة البال أو أنهم قد أخذوا قسطهم من فرحة
العيد في أوقات سابقة من حياتهم . لكن الأمر يبدو مختلفا من وجهة نظر الكثيرين
خاصة المتفائلين منهم . فالعيد وجد للجميع وللجميع أن يستمتع به دون فارق بين أحد .
وفي تعريف العيد بأنه سمي كذلك لأنه يعود علينا كل عام بفرحة جديدة ، ولأن الناس
فيه يعود بعضهم بعضا .
وفي
الشريعة الإسلامية هناك دعوة لأن يكون العيد للجميع عبر بعض التشريعات التي تدفع
إلى ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر . منها أن الإسلام أوجب وبعد الانتهاء من الصيام
دفع زكاة الفطر للمستحقين ، وذلك من أجل رسم الفرحة والسعادة على وجوه الجميع دون
فرق . فالفقير يفرح بالمساعدات التي يحصل
عليها ، والغني يفرح بتقديمه ذلك للفقراء . كما أن الإسلام أيضا أكد على استحباب
ذبح الأضاحي في عيد الأضحى وتوزيع لحومها على الفقراء من أجل أن يكون العيد للجميع
، ومن أجل تحقيق مبدأ ( التكافل الاجتماعي ) .
ويعود
ذلك إلى أن الشعور بالسعادة مثل أكثر المشاعر الإنسانية هي مشاعر جماعية ، تتزايد
وتتعاظم إذا ما توسعت مساحاتها وتحولت إلى جماعية . فالواحد منا يشعر بالسعادة
أحيانا عندما يرى حتى أناسا لا يعرفهم يبتسمون ويضحكون ، والعكس بالعكس قد تنقبض
نفسيته إذا ما شاهد مظاهر للحزن لديهم . وقد تنبه إلى هذا بعض منتجي المسلسلات
الأجنبية الكوميدية الذين قاموا بإضافة أصوات أناس يضحكون إليها ، وذلك حتى يستدرجوا
الضحك والابتسامة من المشاهدين .
ولذلك
فإننا وعندما ننشر مظاهر العيد والفرح بين الناس ، ونتنصل من مشاعر الأنانية عبر
مزيد من التواصل والتراحم والتكافل الاجتماعي ، فإن ذلك سوف يعود علينا بمزيد من
الفرح والسعادة ، وهو ما سنقوم به نحن أيضا بدورنا للآخرين شئنا أم أبينا ..
فإلى مزيد من الفرح السعادة والتمتع بمظاهر العيد صغارا وكبارا ، أغنياء وفقراء حتى تتحقق المقاصد الحقيقية للعيد . فبالتأكيد إن عيدا أشمل هو عيد أفضل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق