سبع
سنوات تضاف إلى الكتلة الانتخابية للدورة الثالثة للانتخابات البلدية في دورتها
الثالثة . فقد مضت اربع سنوات منذ الدورة الثانية ، وأضيف إليها ثلاث سنوات هي
نتيجة تقليل العمر الانتخابي ( من 21 إلى 18 عاما ) ، إضافة إلى ما يقرب من 50% من
أعداد الناخبين من العنصر النسائي الذي يدخل الانتخابات لأول مرة ، وهي جميعها
كفيلة بأن تضخ في الجسم الانتخابي مئات الآلاف إن لم يكن ملايين جميعهم من الشباب
والشابات . لكن هذه الأعداد الكبيرة ليست مضمونة المشاركة في العملية الانتخابية .
فقد تأثرت أعداد كبيرة من الناخبين في الدورة الثانية بمجموعة عوامل أدت إلى
انسحابهم من المشاركة لم يكن أقلها أهمية خيبة أملهم من بعض المرشحين ربما بسبب
تضخم توقعاتهم منهم ، وسوء فهم ( أحيانا ) لدور المجلس البلدي مثل دوره في مشروعات
الصرف الصحي وعدم قدرته على إمضاء بعض المشروعات الحيوية ( وهو ما يعتبر خارج
صلاحيات المجلس البلدي ) . ولا نستطيع أن نبرئ ساحة كثير من أعضاء المجالس البلدية
في مختلف مناطق المملكة من تقصير ، لكن هؤلاء هم من اختارهم الناخبون ، وإذا لم
يكونوا قد قاموا بأدوارهم في الدورة السابقة فعلى الناخبين القدامى والجدد أن
يعاقبوهم بحجب أصواتهم عنهم في هذه الدورة ، وإلا فإن النتيجة قد تكون أسوأ في
الدورة القادمة . كما لا يخفى على أحد وجود تعديلات على اللوائح الجديدة للمجلس
وإضافة صلاحيات تتيح له مزيدا من هامش التحرك لتطوير الواقع البلدي في المملكة .
إن
الابتعاد عن المشاركة في الانتخابات أو الدعوة للمقاطعة ليست حلا أبدا لمشكلة
تخاذل بعض أعضاء المجلس أو ضعف صلاحيات المجلس نفسه ، بل إن الحل هو العكس تماما
وهو المشاركة بكثافة في التسجيل في قيد الناخبين . إن التسجيل حق لكل مواطن تنطبق
عليه الشروط ، وأن يمتنع الناخب عن
التصويت لمرشح ما أو لجميع المرشحين هو أيضا حق له ، لكن عليه ابتداء أن يسجل اسمه
في قيد الناخبين ثم يقرر ماذا سيفعل فيما بعد . والسبب في ذلك هو أن الناخب الذي
لم يعجبه أي مرشح في الدورات السابقة قد يعجبه مرشح ما في هذه الدورة عندما يتم
تسجيل أسماء المرشحين ، فإذا لم يكن هذا الناخب قد سجل اسمه في الفترة المسموح بها
، فإنه لن يستطيع فيما بعد أن يدعم مرشحه المفضل . إذن فعلينا جميعا أن نقوم
بتسجيل أسماءنا في قيد الناخبين ، وعندما لا يعجبنا أي مرشح ، حينها نقوم بوضع
ورقة بيضاء في صندوق الانتخابات .
إن
المشاركة في هذا الحدث الوطني هو حق لكل مواطن ، وهي ثقافة يجب أن تسود في أوساط
الجميع مهما كان دور المجلس البلدي ، ومهما كان مستوى أداء المرشحين ، وعدم
المشاركة قد تبعث برسالة خاطئة فحواها عدم أهمية الحدث الانتخابي أو أي أحداث
انتخابية أخرى قادمة . كما أنها قد تسهم في وصول مرشحين أسوأ مما يتوقعه مقاطعو
الانتخابات .
فلنشارك
في هذه الانتخابات من أجل صالح المواطنين ومن أجل صالح الوطن .
جريدة
اليوم -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق