السبت، 26 مارس 2022

لا .. لمقاطعة الانتخابات البلدية

يوسف أحمد الحسن 

سبع سنوات تضاف إلى الكتلة الانتخابية للدورة الثالثة للانتخابات البلدية في دورتها الثالثة . فقد مضت اربع سنوات منذ الدورة الثانية ، وأضيف إليها ثلاث سنوات هي نتيجة تقليل العمر الانتخابي ( من 21 إلى 18 عاما ) ، إضافة إلى ما يقرب من 50% من أعداد الناخبين من العنصر النسائي الذي يدخل الانتخابات لأول مرة ، وهي جميعها كفيلة بأن تضخ في الجسم الانتخابي مئات الآلاف إن لم يكن ملايين جميعهم من الشباب والشابات . لكن هذه الأعداد الكبيرة ليست مضمونة المشاركة في العملية الانتخابية . فقد تأثرت أعداد كبيرة من الناخبين في الدورة الثانية بمجموعة عوامل أدت إلى انسحابهم من المشاركة لم يكن أقلها أهمية خيبة أملهم من بعض المرشحين ربما بسبب تضخم توقعاتهم منهم ، وسوء فهم ( أحيانا ) لدور المجلس البلدي مثل دوره في مشروعات الصرف الصحي وعدم قدرته على إمضاء بعض المشروعات الحيوية ( وهو ما يعتبر خارج صلاحيات المجلس البلدي ) . ولا نستطيع أن نبرئ ساحة كثير من أعضاء المجالس البلدية في مختلف مناطق المملكة من تقصير ، لكن هؤلاء هم من اختارهم الناخبون ، وإذا لم يكونوا قد قاموا بأدوارهم في الدورة السابقة فعلى الناخبين القدامى والجدد أن يعاقبوهم بحجب أصواتهم عنهم في هذه الدورة ، وإلا فإن النتيجة قد تكون أسوأ في الدورة القادمة . كما لا يخفى على أحد وجود تعديلات على اللوائح الجديدة للمجلس وإضافة صلاحيات تتيح له مزيدا من هامش التحرك لتطوير الواقع البلدي في المملكة .

إن الابتعاد عن المشاركة في الانتخابات أو الدعوة للمقاطعة ليست حلا أبدا لمشكلة تخاذل بعض أعضاء المجلس أو ضعف صلاحيات المجلس نفسه ، بل إن الحل هو العكس تماما وهو المشاركة بكثافة في التسجيل في قيد الناخبين . إن التسجيل حق لكل مواطن تنطبق عليه الشروط ،  وأن يمتنع الناخب عن التصويت لمرشح ما أو لجميع المرشحين هو أيضا حق له ، لكن عليه ابتداء أن يسجل اسمه في قيد الناخبين ثم يقرر ماذا سيفعل فيما بعد . والسبب في ذلك هو أن الناخب الذي لم يعجبه أي مرشح في الدورات السابقة قد يعجبه مرشح ما في هذه الدورة عندما يتم تسجيل أسماء المرشحين ، فإذا لم يكن هذا الناخب قد سجل اسمه في الفترة المسموح بها ، فإنه لن يستطيع فيما بعد أن يدعم مرشحه المفضل . إذن فعلينا جميعا أن نقوم بتسجيل أسماءنا في قيد الناخبين ، وعندما لا يعجبنا أي مرشح ، حينها نقوم بوضع ورقة بيضاء في صندوق الانتخابات .

إن المشاركة في هذا الحدث الوطني هو حق لكل مواطن ، وهي ثقافة يجب أن تسود في أوساط الجميع مهما كان دور المجلس البلدي ، ومهما كان مستوى أداء المرشحين ، وعدم المشاركة قد تبعث برسالة خاطئة فحواها عدم أهمية الحدث الانتخابي أو أي أحداث انتخابية أخرى قادمة . كما أنها قد تسهم في وصول مرشحين أسوأ مما يتوقعه مقاطعو الانتخابات .

فلنشارك في هذه الانتخابات من أجل صالح المواطنين ومن أجل صالح الوطن .

جريدة اليوم -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق