السبت، 26 مارس 2022

حقوق أفضل .. حياة أجمل

يوسف أحمد الحسن 

عندما لا يعلم موظف بأنه يستطيع أن يشكو مرؤوسيه ، ولا يعلم المراجع لدائرة حكومية تم تعطيل معاملته بأنه يمكن أن يتقدم بشكوى .. عندما لا يستطيع طفل معنف أو زوجة أسيء إليها أو عامل تمت إهانته أخذ حقه .. وعندما يكون دوام العاملة الآسيوية منذ بزوغ الخيط الأول من الفجر ، وحتى خلود آخر فرد في الأسرة إلى النوم دون أن تستطيع أن تنبس ببنت شفة .. عندما يحصل ذلك ، فإن معناه أن ثقافة حقوق الإنسان في أزمة ..

وهذا ما تنبه إليه خادم الحرمين الشريفين عندما وجه بإطلاق برنامج لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المملكة في ( مناخ من الأخوة والتسامح والتراحم وبناء القدرات المؤسسية في القطاع الحكومي والخاص ليرتقي أداؤها المعزز لحماية حقوق الإنسان باستلهام رسالة الإسلام السمحة وما يتفق معها من العهود والمواثيق الدولية ) .

فعندما تم تأسيس كل من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ثم هيئة حقوق الإنسان ، كان ذلك مجرد لبنة أولى من لبنات مأسسة ثقافة حقوق الإنسان في المملكة ، وخطوة أولى في مشوار الألف ميل الحقوقية . أما الخطوات التالية والمتضمنة في روح القرار السامي فهي أن تكون ثقافة حقوق الإنسان عنوانا أساسيا لمفردات النشاط الاجتماعي القادم في المملكة .

لسنا بالضرورة بحاجة إلى فتح فرع للجمعية أو الهيئة في كل مدينة أو قرية في المملكة ، رغم وجاهة هذه الفكرة في المستقبل ، لكننا بحاجة إلى إيجاد لجان حقوقية في كل مؤسسة أو دائرة حكومية أو شركة كبيرة ووضع التشريعات المناسبة لمنع انتهاك حقوق الإنسان وتوعية المواطنين والمقيمين بها . يجب أن تشمل التوعية جميع موظفي الدولة عبر سلسلة من الدورات التأهيلية وورش العمل المكثفة ، كما يجب أن تشمل التوعية عدم تحسس المدراء من أي شكوى حقوقية قد تقدم ضدهم ..

متى نصل إلى مرحلة معرفة اتفاقيات وعهود حقوق الإنسان .. فما هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ؟ ما هي المادة الأولى منه ؟ وما هي المادة السابعة ؟ وما الفرق بين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبين العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية ؟ ماذا عن إعلان حقوق الطفل ؟ ثم اتفاقية حقوق الطفل ؟ وماذا عن الميثاق العربي لحقوق الإنسان ؟ ماذا عن حقوق العمال والمرضى والمعوقين  والمرأة والسجناء واللاجئين ؟ ماذا عن اتفاقيات التمييز العنصري ومناهضة التعذيب ؟ ثم أخيرا وليس آخرا ماذا عن القوانين المحلية المنظمة لذلك في المملكة ؟ قائمة تطول وتطول وقد تصيب المبتدئ فيها بالدوار ، تهون معها جداول الضرب واللوغاريتمات للطلاب . كم نسبة من يعرف هذه الأمور في بلادنا ؟ وهل نحن قريبون من التعرف عليها أولا والتمثل بها ثانيا من أجل أن تكون حياتنا أجمل ؟

هذا ما نأمل به جميعا ، كما نأمل أن يكون هذا المقال الذي يدعو إلى التعرف على ثقافة حقوق الإنسان مستغربا من عموم الناس في مستقبل قريب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق