الخميس، 24 مارس 2022

( الفيس بوك ) كسلاح اجتماعي

 

( الفيس بوك ) كسلاح اجتماعي

يوسف أحمد الحسن

 

لا يمكن للمصلحين وأصحاب الرسالات الاجتماعية الجمود على الأساليب القديمة في التغيير والإصلاح .. فبينما تتطور أساليب الإغواء والإفساد ، فإنه ينبغي أن يواكب ذلك تطور في أساليب مقاومتها . ومن هذه الأساليب الاستفادة من التطور الكبير في عالم الشبكة العنكبوتية ..

وتعتبر مواقع الشبكات الاجتماعية -  التي ظهرت في السنوات الأخيرة - واحدة من أقوى الجوانب التي يمكن الاستفادة منها .. فهذه المواقع التي تهدف إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين الناس عبر الإنترنت ، وجدت لها شعبية كبيرة فاقت الكثير من الجوانب الأخرى في ذلك العالم . ومن أهم هذه المواقع موقع الفيس بوك  Facebook الذي بدأ بتأسيسه الطالب الجامعي (مارك جوكربيرج )  بهدف توثيق العلاقات بين طلاب جامعة هارفارد الأمريكية ، ثم ما لبث أن توسع إلى جامعات أخرى في الولايات المتحدة ، ثم إلى عامة الناس ، حتى وصل عدد المشتركين فيه إلى 300 مليون مشترك ، وهو ما يفوق عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية .

وتتلخص فكرة موقع ( فيس بوك ) في أن المشترك فيه يكتب معلومات عن نفسه مرفقا بها صورته وجانبا من جوانب حياته كدراسته أو عمله ، ثم يقوم بدعوة مجموعة من أصدقاءه للانضمام إليه كأصدقاء على ذلك الموقع . ومع انضمام أي شخص لآخر كصديق ، يمكنه أن يتعرف على أصدقاء ذلك الشخص على الموقع . وهكذا فإن لجميع أصدقاء مشترك ما أن يتعرفوا على بعضهم البعض ( طبعا إن رغبوا في ذلك ) ، كما يمكن للأصدقاء تبادل الأخبار والمعلومات والأحداث فيما بينهم ، والتشارك في بعض المناسبات . ويمكنهم كذلك كتابة أفكارهم وانطباعاتهم على ما يسمى ( حائط الكتروني ) يمكن للآخرين قراءته ، وإبداء الإعجاب به أو التعليق عليه . ومن خصائص هذا الموقع كذلك أنه يمكن لأي عدد من المشتركين أن يتكتلوا فيما بينهم فيما يسمى ( مجموعات ) تكون مهتمة بموضوع ما ، ويقومون بدعوة آخرين للانضمام إليها . وتتناسب أعداد الملتحقين بمجموعة ما طرديا مع أهمية وشعبية موضوع المجموعة . ومع ازدياد مشتركي الإنترنت في العالم العربي ازداد عدد المشتركين في الموقع عربيا ، وازدادت معه أعداد المجموعات العربية والتي تنوعت من مجموعات ذات اهتمامات تافهة إلى أخرى ذات أهداف اجتماعية وسياسية .

ولذلك فإنه يمكن استغلال هذه الميزة في الموقع ودعوة الآخرين للانضمام إلى المجموعات ذات الأهداف السامية والكتابة عن القضايا الاجتماعية في صفحات – أو على حيطان - تلك المجموعات . فيمكن مثلا تأسيس مجموعة لمحاربة ظاهرة اجتماعية سيئة ، ودعوة مشتركي الموقع للانضمام إليها ، وكتابة آرائهم حول أسباب هذه الظاهرة وسبل التخلص منها ، أو قراءة ما يكتبه الآخرون عنها . كما يمكن تأسيس مجموعة للتشجيع على الظواهر الإيجابية مثل القراءة والنظافة والتعاون ومواصلة التعليم العالي . ومن المجموعات العربية الإيجابية على موقع ( فيس بوك ) مجموعة ( كتابي كتابك ) التي تهدف إلى تجميع الكتب الزائدة عن الحاجة في العالم العربي وتوجيهها إلى من يحتاجها . وهناك عشرات المجموعات العربية المتخصصة ( مثلا ) في محاربة الفقر والجهل والتحرش الجنسي والذي فاق عدد أعضاءه الآلاف الثمانية . وهناك عشرات بل مئات المجموعات داخل الموقع في مختلف التوجهات الثقافية والاجتماعية والسياسية المتنوعة ، والتي يمكن لكل من لديه بريد الكتروني أن ينضم إليها ، أو يمكنه أن يؤسس مجموعات جديدة ترضي ميوله ويدعو الآخرين إليها . وعليه فإن الفيس بوك الذي أسس لأهداف محدودة تحول إلى أداة يمكن لمن يستثمرها أن يحدث التغيير الذي ينشده في مجتمعه المحلي الصغير أو القرية العالمية .

وقد تم تصميم الموقع بحيث يمكن تأسيس المجموعات فيه بخطوات سهلة ومعدودة ، كما يمكن الانضمام إلى أي مجموعة بضغطة واحدة من فأرة الحاسب والإطلاع على موضوعات المجموعة والكتابة فيها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق